كل الايام اصبحت تتشابه عندي(انت)

أنـــــت




--------------------------------------------------------------------------------



اليوم هو السابع، أو الثامن
لا يهم..
كل الأيام أصبحت تتشابه
أدركتُ هذه الحقيقة مبكرا جدا
وأعتقد أنك كذلك
حياتي.. وربما حياتك أيضاً.. أصبحت سلسلة طويلة من الإحباط.. الفشل.. الصدمة.. والنتيجة الحتمية هي الضياع
في يوم ما ستخرج من دارك لتبحث عن عمل.. فقط لتكتشف أنه لم يعد من عمل لأحد في هذا البلد
ربما باستثناء تلك الأعمال التي لو فكرت في أنك سوف تعمل في أحداها لما كنت ولدتَ أصلا
لا تنس أنك حاصل على بكالوريوس
لا يهم في أي شيء حصلت عليه، فكل الشهادات تتشابه
تبحث و تبحث و تبحث.. والنتيجة أنك تنسى عن أي شيء كنت تبحث
فقط تجد التعب في كل خلية من جسدك، وتنظر إلى اليمين واليسار وتنتقى ذلك المقهى الهادئ
لتجلس ...
*******
أمسية جديدة من تلك الأمسيات المتشابهة
تجلس في منزلك وحيدا، على الرغم من أنك لست وحدك في الدار
ولكن من قال إن الوحدة هي ألاّ يوجد أناس حولك
ربما كان وجود الناس هو السبب في هذا الإحساس
تبحث عن الشخص الوحيد الذي لن يشعرك بالوحدة.. أنت
ولكنه للأسف غير موجود
تفكر بالاتصال بأحد أصدقائك، وترفع السماعة فقط لتضعها بعد أن تتذكر أنك بلا أصدقاء
فكل أصدقائك هم "أنت" آخر
تدخل إلى المطبخ لتعد لنفسك قدح من القهوة السوداء المرّة.. وتحملها إلى الشرفة لتجلس أمام السور لتشعل سيجارتك وتدخنها باستمتاع سخيف.. ثم تقرر أن تكتفي بنصف السيجارة.. وتقذف الجزء المتبقي بحذر إلى الشارع بعد أن تسحب نفس عميق من الدخان تودع به نصف السيجارة.. وتترك القهوة لتبرد
تعود إلى داخل الشقة وتتذكر أنك مازلت وحيدا
تجلس ثم تقف
ثم تجلس.. وتعود فتقف
ثم تقرر الخروج
إلى أين؟ لا يهم.. كل الأماكن تتشابه
تخرج وتجذب الباب برفق، وتسمع دويه العالي إذ ينغلق، تقول لنفسك يبدو أن الباب غاضب
تهبط درجات السلم في سرعة ليس لها داعي
تسير في الشارع
وتسير وتسير
إلى أن يضنيك التعب، فتجلس إلى ذلك المقهى
لماذا هو بالذات؟ ما الذي جعله مختلفا عن الخمسين مقهى السابقين
لا شيء.. كل المقاهي تتشابه
نفس الوجوه الكئيبة التعسة والتي تتظاهر بالمرح في صوت عالي لم يعد يثير دهشتك
حتى صوت التلفاز الذي يذيع ذلك الفيلم الذي لا تدرى إن كان جديدا أم قديما
لا يهم.. كل الأفلام تتشابه
تطلب شاياً.. لا تنس أنك لا تملك أكثر من ثمن الشاي
فقط حاول أن تتظاهر بالعكس، فهذا قد يجعلك تبدو محترما
هيا اشرب الشاي في سرعة ولا تنس أن تشعل سيجارة وأنت تسند ظهرك إلى الحائط لتحتمي به
ها قد أنهيت الشاي.. هيّا.. إلى أين؟
يبدو أنك قد نسيت
كل الأماكن تتشابه يا صديقي
تسير في الشارع وتحاول أن تتذكر طريق البيت، على الرغم من أنك لا تنوى العودة
ولكنك لا تجد شيئا آخر تفعله
تصعد السلم وتفتح الباب وتدخل في حذر ليس له داعي.. وتغلق الباب بهدوء.. بهدوووووء.. نعم.. حتى لا توقظ أهلك
تدخل حجرتك وتلقى نفسك فوق الفراش
ولكن هل ستنام حقا؟
*******
تتثاءب في قوة وأنت جالس في فراشك
إنها الخامسة عصرا الآن.. أمامك يوم جديد
أهو حقا جديد؟
تنهض لتجلس أمام جهاز الكمبيوتر، وتضغط زر التشغيل، وتنظر للشاشة في غباء
والآن ماذا ستفعل؟ هل ستكمل تلك اللعبة التي بدأتها أمس، أم تشاهد ذلك الفيلم لمرة جديدة؟
الملل يدفعك لتوصيل كابل الهاتف لتلقى نظرة على ذلك العالم المختفي داخل الأسلاك
ساعة.. ساعتين
كم أمضيتَ من وقت؟
تنهض وتمط جسدك في قوة.. تذهب إلى الحمام.. تتوضأ وتصلي.. فلا تنس أنك قبل كل شيء متديّن
ربما كنت مقصّراً.. ولكنك تصلّي
تتنهد في عمق وتطوي سجادة الصلاة، ترتدي ثيابك وتخرج
تسير في الشارع المظلم نحو بقعة الضوء البعيدة لتكتشف أنه مقهى جديد
.. لا بأس
تطلب شايا وتشعل سيجارة
ياللملل -
هكذا تقول لنفسك وأنت تسير في الشارع عائدا إلى بيتك
*******
تفتح عينيك وأنت راقد في فراشك
هل تنهض؟
هكذا تفكر
إنها الثامنة صباحا الآن.. وهذا سبب كاف لتنهض
تسير في بطء نحو الحمام.. تأخذ دشاً
ساخنا أم باردا؟.. لا يهم.. النتيجة واحدة
تخرج من الحمام وترتدي ثيابك وتصلي
تخرج من بيتك لتبحث عن عمل
تظل تبحث.. وتبحث
تعود إلى البيت وقد قررت ألاّ تبحث مرة أخرى
تغتسل وتبدل ثيابك
تخرج من بيتك، تصفع الباب في عنف وتسير في الشارع بسرعة، تنظر إلى اليمين إلى اليسار
كثير من المقاهي
كثير من البشر
تجلس.. تطلب شايا تشربه وهو مازال ساخنا
تأخذ جريدة من بائع الجرائد وتقرأ
"الحكومة توفر سبعين ألف فرصة عمل للخريجين "
تتلفت حولك وتحاول أن تحسب عدد الشباب في المقهى
وفجأة تضحك
وتضحك..
وتضحك..

مووووووووووووووضوع جميل

موضووووووووووووووع جميل

يسلموووووووو ع الموضوع الجميل

جوليانا مشكورة غاليتي

شعاع شكرا لج

ظلاااام مشكور اسعدني مروورك

الشيخ تسلم ع المرور الروعه